مشروع تركي بري لربط أوروبا بالشرق عبر العراق

أكد وزير التجارة العراقي عبد الفلاح حسن السوداني اليوم، أن حجم التبادل التجاري بين العراق وتركيا سيتجاوز هذا العام مبلغ الخمسة مليارات دولار بعد أن بلغ العام الماضي ثلاثة مليارات دولار... بينما أعلن وزير العلاقات التجارية الخارجية التركي توزمان ان بلاده ستنفذ طرق برية وسكك حديد تمتد من مدينة مرسين التركية على البحر المتوسط مرورًا بمدينة غازي عينتاب الجنوبية بإتجاه الموصل ثم الى بغداد لربط دول أوروبا مع نظيراتها في الشرق.

وعبر السوداني في ختام فعاليات معرض إعادة إعمار العراق الثالث الذي استمر أربعة أيام في مدينة غازي عنتاب التركية بمشاركة 30 دولة عربية وأجنبية وأكثر من 600 شركة عالمية ومحلية للقطاعين العام والخاص وحضور مئات الشخصيات التجارية والصناعية من مختلف البلدان عن أمله في ان يكون هذا المعرض بوابة لتوسيع آفاق التعاون بين العراق وتركيا والارتقاء به الى أعلى المستويات كما نقل عنه تصريح بعث بنسخة منه الى "إيلاف" مركز الإعلام الوطني لمجلس الوزراء العراقي.

ودعا الوزير الشركات العالمية والتركية ورجال الأعمال العراقيين الذين يعملون في المهجر، الى الاستثمار داخل العراق من خلال مشاريع استثمارية كبيرة. وأكد أن الأمن في العراق بدأ يستعيد عافيته بعد توجه الحكومة الأمني من خلال عمليات واسعة استهدفت جميع محافظات البلاد. وقال "أننا نرى بأن معرض غازي عنتاب بمثابة بوابة الدخول للعراق وتركيا بوابة العراق للعالم".

وضم الوفد العراقي الى المعرض الى جانب وزير التجارة كل من وزيري الإعمار بيان دزئي والموارد المائية عبد اللطيف رشيد ووكلاء الوزارات العراقية كافة، اضافة الى وفود تمثل اتحاد الغرف التجارية العراقية واتحاد الصناعيات العراقية ورجال الأعمال ومن جميع محافظات البلاد وعدد كبير من رؤساء الشركات العراقية .

من جانبه أكد وزير التجارة الخارجية التركي توزمان رغبة بلاده الشديدة في توسيع آفاق التعاون مع العراق في جميع المجالات . وأعلن ان تركيا ستنفذ طرق برية وسكك حديد تمتد من مدينة مرسين التركية على البحر المتوسط مرورًا بمدينة غازي عينتاب جنوب تركيا بإتجاه الموصل ثم الى بغداد لربط دول أوروبا مع الشرق من اجل الإسهام في خدمة اقتصاديات دول المنطقة بأسرها حيث سيتيح تنفيذ هذه المشاريع التجارية رفع وتائر التبادل التجاري بين البلدين الى أكثر من 8 مليارات دولار في العام الواحد .

وأضاف ان تركيا تربطها مع العراق روابط مشتركة وهي تأمل ان يتجاوز شعبه الشقيق المحنة وهو قادر على ذلك لان عمقه في التاريخ طويل ومتجدد، إضافة الى أنه يمتلك كل المقومات التي قد تجعل اقتصاده قادرًا على العودة بشكل قوي ومؤثر على اقتصاديات العالم .

وتجاوزت مساحة المعرض 50 ألف متر مربع شيد مدخله الرئيس على شكل بوابة عشتار البابلية بحجمها الطبيعي نفسه وضم ثلاثة قطاعات ضخمة الأول للمنتجات التجارية والصناعية والثاني للمباني والإنشاءات والأخير للأغذية والزراعة وتقنياتها .

من جهته، قال جعفر الحمداني رئيس اتحاد الغرف التجارية العراقية إن مجموعة كبيرة من التعاقدات تمت بين رجال أعمال عراقيين وشركات تركية وعالمية بهدف الاستفادة من الخبرات وتبادل المعلومات . ووصف المعرض بأنه شكل فرصة كبيرة للقاء والتنسيق المشترك بين كبرى الشركات التركية والعالمية إضافة الى كونه نقطة انطلاق بأتجاه تعزيز دور القطاع الخاص العراقي. وأضاف أن الانطباعات التي خرج بها المعرض كانت ايجابية بأتجاه ترسيخ دور اكبر للقطاع الخاص وتطوير العلاقات المتبادلة بين تركيا والعراق .

أما رئيس اتحاد الغرف التجارية في مدينة غازي عنتاب فقد أكد أن المعرض حقق أهدافه في جميع المجالات بعد أن شهد حضورًا عالميًا مكثفًا، إضافة الى الحضور الرسمي العراقي الذي أعطى المعرض قوة إضافية بعد حضور ثلاث وزراء وعدد كبير من الوكلاء والمدراء العاميين اضافة الى الحشد الهائل من رجال الأعمال والشركات التي تمثل القطاع الخاص العراقي .

وأبرمت على هامش المؤتمر مجموعة من العقود التجارية والصناعية المهمة بين رجال الأعمال العراقيين والعرب والأجانب اضافة الى عقد اجتماعات خاصة بين المسؤولين العراقيين والجهات المشاركة في المؤتمر لتبادل الخبرات والمعلومات التي ستخدم المرحلة المقبلة التي سيشهدها العراق مستقبلاً من إعمار وإعادة بناه التحتية .

وشهد اليوم الثالث والختامي للمؤتمر عقد حلقات نقاشية وندوات تناولت تقييم العلاقات الاقتصادية العراقية التركية وتبادل الخبرات والمعلومات بين القطاع الخاص العراقي وأقرانه في تركيا وأوروبا والعالم، وتم الاتفاق على إقامة معارض مشتركة في ايطاليا واسطنبول، إضافة إلى تأكيد المشاركة في معارض تقام داخل العراق .

وقد أكدت أوساط اقتصادية تركية كانت حاضرة في المعرض بأن ما تحقق من نجاح في المعرض سواء في استقطاب أكثر من 30 دولة وأكثر من 600 شركة إضافة الى الرغبة في دعم العراق من خلال المشاركة في بناء بناه التحتية . وأشارت الى العزم على التواجد في العراق والمشاركة في مشاريع الاستثمار بعد استباب الأمن في مناطقه المختلفة خاصة وان هناك أجواء جدية تؤكد عزم الحكومة على فرض القانون ومطاردة الإرهاب والعصابات .

وعلى صعيد متصل وصفت الوفود المشاركة المعرض بأنه "تعبير حقيقي عن قوة الاقتصاد العراقي وسلامة النهج الذي يتبعه الآن لإنفتاحه على السوق الحر وترك السياسات الخاطئة التي اعتمدت المركزية التي كانت وراء التأخر الاقتصادي الذي ابعد العراق عن العالم" كما نقل عنها بيان مركز الإعلام العراقي . وأعربت هذه الوفود التي تمثل كوريا وجورجيا وأذربيجان والأردن وسوريا عن أملها بان يكون مكان إقامة هذا المعرض خلال العام المقبل على ارض معرض بغداد الدولي أو إحدى محافظات العراق الأخرى ليكون تعبيرًا حقيقيًا عن إرادة السلام والمحبة التي يمتلكها الشعب العراقي .