مشروع ايصال المياه الصالحة للشرب الى 200 ألف عراقي في منطقة جبلية شمالي العراق
فيلق مهندسي الجيش الأميركي يوصل الماء الى جبال شمالي العراقنينوى، العراق – يتمتع الآن أكثر من 200 ألف عراقي يسكنون في جبال سنجار (115 كم غرب الموصل) بالماء الصالح للشرب للمرة الاولى بعد أن سلم فيلق مهندسي الجيش الأميركي مشروع آبار سنجار في نيسان/أبريل الى الادارة المحلية في هذه المنطقة قرب الحدود السورية ضمن محافظة نينوى.
وقال مهندس المشروع مايكل ميلر في المكتب المقيم بالموصل "لولا قوات التحالف وفيلق المهندسين لبقي هؤلاء الناس بعيدين عن مياه الشرب النظيفة ... اليوم يتمتعون بنحو لم يعهدوه، تخيل الفوائد الصحية لشرب الماء من نظام آبار آمنة يمكن الاعتماد عليها بدلا من مصدر يحتمل ان يكون ملوثا".
ويشمل المشروع 56 قرية في 13 منطقة كل منها تربط قرى محددة بشبكة أنابيب الماء وتمد المضخات بالكهرباء.
وهناك مولدات كهرباء احتياطية في كل موقع. ومدت أنابيب توزيع المياه بطول 116 كيلومترا، وتم حفر 48 بئرا جديدة وتم تجديد 57 بئرا اخرى، ونصبت 84 مضخة جديدة وتم انشاء 60 صهريجا لخزن الماء بأحجام مختلفة. وتحمل صندوق اغاثة واعادة اعمار العراق تكاليف المشروع البالغة 17 مليون دولار.
وقال المدير السابق لمشروع آبار سنجار كاري لو "قبل منح العقد اجرت شركة استشارية اختبارا على التربة لمعرفة ما اذا كانت هناك مياه جوفية ومدى صلاحيتها للشرب ووضعت علامات على أماكن الآبار الجديدة التي تقرر حفرها".
واضاف كاري لو "اتبع المقاول هذه الدراسات لان خطوط جريان الماء الى القرى كانت محددة في العقد، كما حددت فيه سعات المضخات وأحجام أنابيب الشبكات".
ويلزم العقد ان تكون قدرة كل مضخة ماء من 25 الى 110 متر مكعب في الساعة، ويحدد عمق كل بئر، سواء كانت جديدة او قديمة، بين مائة و 150 مترا، ويقاس انتاج البئر على أساس خمس ساعات من التشغيل في اليوم.
وقال كاري لو "كانت هناك تحديات جدية لمشروع آبار سنجار منذ البداية ... كانت القرى منتشرة في منطقة واسعة ... وبسبب غياب القوة العاملة الماهرة اضطر المقاول الى استئجار عمالة ماهرة من مناطقة اخرى وحاول في الوقت نفسه ارضاء أهالي المنطقة بتوفير وظائف اخرى لهم".
وأضاف كاري لو ان "معظم المهندسين والموظفين التقنيين في المشروع جاؤوا من الموصل وكان وصولهم الى مواقع العمل صعبا جدا كما هو الحال مع نقل المعدات والآلات".
وأردف كاري لو بالقول "يمر طريق الموصل – سنجار خلال تل عفر، التي كان ينشط فيها المسلحون، وكان هذا الخط (لنقل العمالة الماهرة) معتمدا منذ بداية العمل حتى الأيام الاخيرة تقريبا للمشروع".
وأخيرا، تغلب المقاول على مشكلة النقل هذه بتوفير مخيم مؤقت في سنجار يقضي فيه المهندسون معظم ليالي أيام العمل، ما يسمح لهم بمتابعة مناطق مختلفة يوميا بغية انجاز العمل بنحو صحيح.
وقال ميلر انه لم يكن قادرا على لقاء السكان المحليين والتحدث معهم منذ اكمال المشروع، "لكن، مهندسي المشروع وممثلي ضمان الجودة نقلوا الينا استحسان الناس. وجاء القرويون من المناطق المتاخمة لمواقع البناء الى العمال واعربوا عن اعجابهم بالعمل".
وعلى الرغم من ان المقاول درب موظفي دائرة الماء لتشغيل المضخات والمولدات بينما كان العمل في مراحله الأخيرة في كل منطقة، الا أن ميلر أوضح ان التحديات الباقية للمشروع هي اعمال الصيانة لشبكة الماء الملقاة على عاتق الحكومة العراقية.
وقال "تحتاج كل مولدة الى وقود لكن الاوضاع الأمنية المتردية، والسياسة احيانا، تجعل هذا صعبا. انهم يحتاجون الى مشغلين وحراس في مواقع الآبار كلها ... والادارة المحلية تقوم حاليا بتوفير ذلك".
واضاف "لكن، الأمن المستقبلي والاوضاع الاقتصادية في المنطقة غير مضمونة، من المخجل رؤية امدادات الماء تعاني بسبب الاهمال".
ومنذ 2004، أنجز القسم الشمالي من فرقة منطقة الخليج التابعة لفيلق مهندسي الجيش الأميركي 270 مشروعا عاما ضمنها مشروعات مائية في سبع محافظات كانت حصة نينوى منها 115 مشروعا.