وفد من الكنيسة اللوثرية بالمانيا يبدي ارتياحاً لأوضاع المسيحيين في إقليم كردستان العراق

وفد من الكنيسة اللوثرية بالمانيا يبدي ارتياحاً لأوضاع المسيحيين في إقليم كردستان العراق


قال موفدون من كنائس ألمانية إلى إقليم كردستان العراق إنهم وبعد جولة بين العائلات المسيحية في المنطقة، لمسوا وجود جهود من قبل حكومة إقليم كردستان العراق لمساعدة المسيحيين من سكان الإقليم، وكذلك النازحين للمنطقة من وسط وجنوب العراق.

وقال رجل الدين مايكل مارتن في حديث لـ"نيوزماتيك" إن "الأمر الذي لفت انتباهنا هو تعايش السكان في إقليم كردستان العراق بسلام، فهناك تعايش ايجابي بين الجميع، ليس فيما يخص المسيحيين فقط، بل بين الجميع، الإيزديين والشبك والأرمن والتركمان".
مارتن

وأكد رجل الدين أنهم "خلال زيارتهم لإقليم كردستان العراق، المستمرة منذ أسبوع، التقوا بعدد كبير من المسيحيين، وبخاصة من النازحين حديثاً للمنطقة من مناطق وسط وجنوب العراق، وتحدثوا معهم حول مصيرهم وأسباب نزوحهم".

وأشار مارتن إلى أن "النازحين إلى إقليم كردستان العراق من وسط وجنوب العراق "يعانون من مشاكل اقتصادية فقط، ويحتاجون إلى الحصول على فرص العمل".

ونفى رجل الدين الألماني أن "تكون مسائل الدعوة والتبشير بالدين المسيحي هدفاً لزيارتهم"، مؤكدا أن الهدف هو "المساعدة في إعمار وطنكم وإقليمكم" حسب تعبيره.

وقال احد أعضاء الوفد رجل الدين هورست اوبيركامبف أنه عبر خمس زيارات للإقليم، نقل دعما "لإعادة بناء الكنائس التي كانت مدمرة بسبب عمليات الجيش العراقي في زمن النظام السابق، والمساهمة في إنشاء عيادات طبية متنقلة في القرى والمناطق النائية، ونقل مساعدات لعدد من الفلاحين المسيحيين في بلدات القوش وتلسقف وبطنايا في الموصل".
كاهن

من جانبه قال القس عمانوئيل يوخنا، من الكنيسة الشرقية الأشورية، وهو الذي تولى تنسيق زيارة وفد رجال الدين الألمان إلى المنطقة، إن "زيارة الوفد سببها أن الإعلام في ألمانيا وفي العالم ينقل فقط الجانب المظلم من الوضع والحياة في العراق، وذلك موجود، لكن هناك أيضا فرصة حياة حقيقية هنا".

وأضاف يوخنا في حديث لـ"نيوزماتيك" أن "التصور الذي تولد لدى رجال الدين هؤلاء بأن في إقليم كردستان العراق إعمار للكنائس وتقديم دعم من الحكومة للمسيحيين من سكان المنطقة وللنازحين، في الوقت الذي تستهدف فيه الكنائس وأبناء المجتمع المسيحي في مناطق أخرى من العراق".

وأشار القس إلى أن رجال الدين الثلاثة سيقومون بعد عودتهم إلى ألمانيا "بعرض انطباعاتهم في كثير من المحافل، أولها في المؤسسة التي ينتمون إليها، وهي الكنيسة اللوثرية في ألمانيا، وإلى الحكومات الفيدرالية في مقاطعات بفاريا وفرتمبرج وللحكومة المركزية ببرلين والبرلمان الألماني أيضا"، وأضاف "خلال أسبوع من عودتهم إلى ألمانيا سيكون للوفد اجتماع مع لجنتي حقوق الإنسان والخارجية في البرلمان الألماني، لإطلاعهم على نتائج جولتهم في إقليم كردستان".

وتوقع يوخنا أن "يوصي الوفد بدعم تجربة إقليم كردستان العراق ومفهوم الدعم هو سياسي ومعنوي".
يوخنا

وكان قد صرح أعضاء الوفد الكنسي الألماني كل من مايكل مارتن وجوهانس ميكنوس وهورست اوبيركامبف خلال مؤتمر صحفي عقد يوم الأربعاء 4 حزيران في أربيل، 350 كلم شمال بغداد، بأنهم رجال دين ينتمون للكنيسة اللوثرية البروتستانتية في مقاطعتي بفاريا وفرتمبرغ، وأوفدتهم الكنائس هناك للاطلاع على حقيقة وضع أبناء الأقلية المسيحية في العراق، على اثر تردد أنباء يتناقلها الإعلام في ألمانيا وأوروبا وتشير إلى تعرض المسيحيين للاضطهاد والاستهداف.

يذكر أن عدداً كبيراً من العائلات المسيحية العراقية اضطرت إلى النزوح من وسط وجنوب العراق إلى دول الجوار و إلى إقليم كردستان خاصة إلى محافظتي دهوك وأربيل حيث كان محافظ أربيل نوزاد هادي أكد لـ"نيوزماتيك" أن المحافظة "تحتضن نحو 19 ألف عائلة نزحت إليها من وسط وجنوب العراق، بينها نحو 2000 عائلة مسيحية، والعدد المتبقي من الكرد والعرب".