اسد الرافدين مدير عام
عدد الرسائل : 2445 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 28/03/2008
| موضوع: الخوف وانعدام الثقة يخيمان على الموصل العراقية الجمعة سبتمبر 12, 2008 1:40 pm | |
| الخوف وانعدام الثقة يخيمان على الموصل العراقية
كان فلاح محمد يتطلع بعيدا وهو يتحدث عن تهديد المتشددين له ولأسرته بالقتل ما لم يترك وظيفته الحكومية. وقال محمد وهو حارس سابق في مدينة الموصل في شمال العراق "بعد خطاب التهديد الثالث لم أجد أن الأمر يستحق المخاطرة فتركت عملي." وأضاف "المقاتلون اشاعوا الخوف الشديد في هذا المكان." ويقتل مسؤولون ورجال أمن على يد مسلحين كل يوم تقريبا في الموصل التي يقطنها 1.8 مليون نسمة والتي مازالت تجاهد للسيطرة على عنف المسلحين في حين تتمتع بقية أجزاء العراق بأفضل وضع أمني منذ سنوات. وتراجعت الهجمات في الموصل ومحافظة نينوى منذ ان كثف العراق هجومه على تنظيم القاعدة السني ومقاتلين آخرين في مايو أيار الماضي. فازدحمت الأسواق وزادت حركة المرور. لكن السكان يقولون إن الخوف مازال جاثما على الموصل وهي بوتقة قديمة انصهرت فيها الجماعات العرقية والطائفية. وقالت نسرين مصطفى ربة بيت "الناس هنا خائفون جدا... كنا نسمع الانفجارات قبل العملية ومازلنا نسمعها حتى الآن. فما الذي تغير؟" ويقول مسؤولون من الجيش الأمريكي إن الهجمات تراجعت من نحو 130 هجوما اسبوعيا قبل مايو إلى نحو 30 هجوما اسبوعيا في نينوى في يوليو تموز قبل ان تزيد مرة أخرى إلى ما بين 60 و70 هجوما اسبوعيا. وقال الميجر ادم بويد ضابط المخابرات العسكرية الأمريكي بالموصل "انها هجمات مثل إطلاق النار من سيارة عابرة على رجال شرطة عراقيين." وأضاف "هناك حملة ترويع (ضد)... قوات الأمن العراقية... لاثارة الشعور بعدم الأمان بين السكان." وقبل اسبوعين حاول المسلحون قتل اللواء رياض جلال توفيق قائد العمليات العسكرية في نينوى بقنبلة على الطريق. وقتل اثنان من أساتذة جامعة الموصل في الأشهر الثلاثة الماضية. وتجوب دورية عسكرية أمريكية شوارع الموصل عابرة شارعا رئيسيا مدمرا لا يقف فيه مبنى سليما. فكتل الخرسانة المحطمة من الأسقف تتدلى فوق الجدران المدمرة. والانقاض متناثرة في الشوارع. والمركبات تعبر جسرا على نهر دجلة وسط رائحة الصرف الصحي التي تزكم الأنوف. لكن كما اتضح من تجربة محافظة الأنبار فإن حتى أكثر المناطق عنفا في العراق يمكن أن يتغير حالها. وكانت محافظة الأنبار الصحراوية تحت سيطرة المسلحين منذ 2006 لكن هذا الشهر سلم الجيش الأمريكي السيطرة الأمنية عليها للقوات العراقية بعد أن انضم شيوخ قبائل سنية لصفوف الجيش في طرد تنظيم القاعدة من المحافظة. ولا يتوقع المسؤولون الأمريكيون ان يتحقق نصرا مثل الذي حدث في الأنبار بسهولة في شمال العراق حيث السكان خليط من السنة والشيعة والعرب والأكراد والتركمان والأكراد اليزيديين والمسيحيين الأشوريين. على عكس الأنبار التي تقطنها أغلبية ساحقة من المسلمين السنة. وقال اللفتنانت كولونيل روبرت موليناري ضابط عمليات الجيش الأمريكي في الموصل "الحوار في الانبار بين شيوخ مستعدين لتنحية خلافاتهم جانبا.. كان من اسباب نجاحهم هناك." وأضاف "لا نرى ذلك هنا في نينوى. الحكومة المحلية غير مستعدة لمثل هذا النوع من الحوار." والافتقار للثقة بين العرب المكون الرئيسي لقوات الشرطة وبين الأكراد الذين يشغلون أغلب المناصب العسكرية يعطل عمل المخابرات. وفي مكتب حار رطب به مروحة واحدة حيا ادم كانون الكابتين بالجيش الأمريكي اثنين من ضباط الجيش العراقي بلغتهما الكردية ثم سلمهما قائمة بالمشتبه ان يكونوا من المسلحين. لكن الرائد جاهر باهوالدين قال ان هناك مشكلة وهي ان نسبة ضئلة فقط في المناطق السنية العربية هي الراغبة في فتح حوار. وأبلغ رويترز "انهم لا يساعدوننا... انهم يفضلون عدم التعاون مع الاكراد. نحاول ان نبلغهم اننا هنا لنخلي المنطقة من المسلحين. وحتى عندما يرغبون في المساعدة فإن خوفهم يمنعهم من الحديث." وقال كانون إن ضباط الجيش الأكراد لا يثقون بالعرب ولا يتبادلون المعلومات مع الشرطة. ويحتفظ العديد من الأكراد بذكريات سيئة عن القمع الذي مارسه الرئيس السابق صدام حسين عليهم في الثمانينات من القرن الماضي. وفي نهاية الأمر يقول الضباط إن النجاح سيعتمد على انعاش الاقتصاد في هذه المدينة المدمرة التي تمتد أمام الجدران المحطمة لمدينة نينوى الآشورية القديمة. فالعاطلون يسهل اجتذابهم إلى الجماعات المسلحة والسكان كاد صبرهم ينفد من بطء ايقاع إعادة البناء. وقال سعد محمد رشيد الجندي السابق في جيش صدام والذي يدير متجرا الآن "هناك الكثير الذي يتعين إصلاحه وهم لا يفعلون ذلك... تنقصنا المياه والكهرباء. لم نعد نكره الأمريكيين بل ينصب غضبنا على الحكومة."
المصدر: رويترز
| |
|