صغار الموصل يقلدون جنود الاحتلال في ألعابهم والمطاعم تكتظُّ بالمرتادين رغم تزايد المخاوف من انتشار الكوليرا
يمنت أجواء الاحتلال على طقوس احتفالات مدينة الموصل العراقية الثلاثاء بعيد الفطر المبارك. وأصبح بمقدور الموصليين التمتع بالسهرات الرمضانية بعد إن خففت السلطات المحلية في المدينة مدة حظر التجول الى أربع ساعات فقط تبدأ في الساعة الثانية عشر ليلاً، بعد إن طالت عزلتهم عن رؤية أماسي الموصل طيلة الأعوام السابقة. أما في العيد، فيقصد الأطفال محال اللعب لابتياع البنادق والمسدسات كعادتهم في كل عيد، حتى بات مظهرهم وهم يلهون في شوارع وأزقة الموصل مشابهاً لمظهر المليشيات التي كانت تغزو شوارع محافظات العراق في زمن قريب.
ويقلِّد الأطفال وضعية الجنود الاميركان في التسديد او الوقوف أو التشبه في محاولات الإغارة على أصدقائهم ومحاولة تخويفهم بأسلحتهم التقليدية والتي لم تبق نموذجاً من الأسلحة الكبيرة والحقيقية إلا وقلدته.
ويقول ماجد محسن (7 أعوام) انه ابتاع قاذفة أر بي جي لأنه يريد أن يكون مختلفاً عن أقرانه الذين فضلوا اختيار البنادق.
ويؤكِّد مهند محمد (9 أعوام) انه يفضل المسدس ذا الرصاصات الكروية الصفراء.
ويقول "اشتريته من المحل القريب من بيتنا رغم معارضة والدتي".
ويضيف انه تعود على ابتياع مسدس في كل عام لأنه يقلد والده الذي كان ضابطاً في الجيش العراقي السابق.
وتكتظ مدينة ألعاب الموصل بالكثير من الزوار رغم إن ألعابها لم تشهد تطوراً أو تحديثا طيلة الأعوام التي تلت تأسيسها في سبيعينات القرن المنصرم باستثناء إضافة العاب جديدة في منتصف الثمانينات.
ولكنها مع ذلك تبدو متنفساً للكثير من العوائل التي تقصدها رغبة منها في ترك منازلها التي حبست فيها بسبب الظروف الأمنية أو غلقها بسبب المداهمات التي تقوم بها قوات الجيش والشرطة العراقية.
ويقول أبو احمد انه اصطحب عائلته المؤلفة من ولدين وبنت الى مدينة الألعاب ليلهو الأطفال بعد أن ضاقوا ذرعاً بالإحداث التي انعكست سلباً على نفسياتهم وسلوكياتهم خصوصاً المداهمات والمواجهات وإغلاق المدارس.
وتعلق زوجته على ذلك فتقول "بات الأطفال يتصرفون بغرابة ويشعرون بالخوف في اقل حال تنتابهم، لذلك حرصت مع زوجي على اصطحابهم لينفسوا عن الضيق الذين يشعرون به".
اما مطاعم الوجبات السريعة والتي تقع في منطقة المجموعة الثقافية فتشهد هي الأخرى ازدحاماً منقطع النظير بسبب إقبال الأطفال عليها.
ويقول احمد مؤيد صاحب مطعم في الجامعة "لقد استعنت بكادر إضافي من العمال لكي أجاري الإقبال الذي يشهده مطعمي؛ فنحن نضطر لفتح المطعم منذ ساعات الصباح الأولى لإعداد الأكلات وبالتالي التهيؤ لاستقبال الزبائن".
ويضيف "وفي اليوم الاول من العيد اضطررنا الى تمديد ساعات العمل لساعات إضافية أخرى لنلبي رغبات زبائننا".
ويؤكد مؤيد التزام مطعمه بالنظافة قائلاً "لا نريد ان نفسد فرحة مرتادي مطعمنا بالتحول الى المستشفى؛ فأعراض الكوليرا ما زالت كابوساً يقض مضجع العراقيين" في إشارة الى خلو الموصل من الكوليرا.
المصدر راديوا سوا